لقلمي حكاية..

بقلم/ فداء محمد عبد الجواد
لقلمي حكاية.. فذات ليلة سمراء.. قادتني عيوني إلى السماء.. من شرفتي الخضراء.. وتخاطبت مع النجوم والأهواء.. فشعرت برغبة البكاء.. لأغمض جفوني، فتحرقني وتؤرقني دموعي.. وإذ بصوت هامس تقادم مع الأجواء.. يناجيني في ليلتي السمراء.. لافتتح باب العزاء في دقيقة دون انتهاء.. فانتفضت يداي وكان لقلمي الابتداء.. .
يبدو أنني شاعرة هوجاء.. بدأت أتقمص الأشياء.. فكادت عيونها تتفجر بكاءً.. وقلبها يعتصر ألماً.. وبات فكرها مشلولاً، نعم هي تلك الطفلة البريئة القاطنة داخلي.. ضاع عمرها هباءً منثورا تحت شعار (كلام الناس).. .
طفلتي المدللة تستغيث وتصرخ بأعلى صوتها، يا قاتلي الحلم البريء بكلمات بذيئة تتنافي مع الخلق والدين، أليس لديكم أطفال مثلي تخافون عليهم؟! ألا تفكرون بأنه سيأتي يوماً ويُدمر قلب أطفالكم بعبث غيركم ولهوهم؟!.. .
(في هذا الركن حكايتي).. ظلموني فيها البشر، وكنت للكلام ضحية، ولست الأولي ولن أكون الأخيرة.. فادفع ثمن نجاحاتي سمعتي هدية.. ولن أتنازل عنها ورب البرية.. فنجاحاتي هي سبب هتافاتهم الغبية.. .
هذا ليس شعرا منمقاً، أو قصيدة منظمة، ولا حتى قصة قصيرة للهو فيها.. .
باختصار شديد هذه هي القضية، وبثقة قوية، وبجرأة إعلامية، سنحللها ونفنطها على الطريقة الأدبية، لأجل الأمانة العلمية.. .
كلمات تطايرت على ألسنة الكثير، منها البذيء، ومنها الخطير، ومنها القاتل، وعليها المقتول هدية منقطة حسب العادات العائلية.. .
ادم.. حواء،، ماهية (كلام الناس)؟؟ وإلى أي الحدود تصل الدناءة في البشر لأذية بعضهم البعض؟؟ ومن السبب في وضع فلان تحت منظور الكلام؟؟
لنأتي للحديث بجدية.. ونقدم الأدلة والحجج الأصلية، فعلى سبيل المثال، وهي قصة حقيقية، يقول (فلان في شرف فلانة أنها ذات أخلاق سيئة، أو حتى ممشاها خاطئ وسلوكها يثير الاشتباه، وأنها متعددة الأهواء مع الرجال، وعلى لسان الأصدقاء تبلبلت الأضعاف من الكلمات، وذلك على غرض منه لتشويه السمعة لهذه الفتاة، حيث أنها لن تعطيه المجال في القرب منها)، ففي حسب منظوره أنه قد فاز وبالكلام قد نال منها بلا محال.. .
هذه عادات الشباب في اللف والدوران حين تجدها لا تعطيه اهتمام.. أيعقل إذن أن نصدق كل كلمة في منحناها خرجت.. إلا نُضيع مستقبل الفتاة بأكمله، بكلمة من هنا ومن هناك.. .
فماذا استفدت يا بني ادم وأنت للحق أخطأت؟ وأهلكت نفسك بالسيئات وأشركت معك من سيجير عليه الزمان.. لتقع أختك وأخواتهم في نفس المصيدة التي صدتهم بها السابقة.. .
تراكم الآن قد "تقوم القيامة ولن تقعد" بسبب الجملة السابقة.. لكنني سأكتم أفواهكم على شاكلة أن أخواتكم هن فتيات من جنس حواء السابقة التي تكلمتم عنها، ومن نفس الفسيولوجية والسيكولوجية التي خلقن منها، فليس مستحيلاً القول أنهن من أسقط الساقطات، ولله العلم، والثقة تملأكم وكأنكم معهن في الجوار.. .
يا ادم.. ويا حواء دعونا من الكلام فإنه جارح بلا داعي لك ولها ولهن ولهم.. وتوقعوا بأن في أي لحظة ستكون أختك أمك زوجتك ابنتك هي نفسها تحت طائلة الشك الذي لا ينتهي عند البشر، ويؤدي إلى الترحم على أبناءنا وقراءة الفاتحة دون أدنى شك.. .
فهناك مقولة قديمة تقول أنا أشك أنا إذن موجود، وفي السلسلة المنطقية الشك يؤدي إلى اليقين ولكن ليس في كل الأحوال، ولا ننكر للشك مميزات فيكون أحياناً فطنة وأحياناً أخري نقمة، هذا ما أريد الوصول إليه أنه عندما نضع فلانة تحت دائرة الشك وتحت كلام الناس الذي حتماً سيؤدي إلى قتلها حسب العادات المتعارف عليها، يصبح أننا شاركنا في جريمة قتل لا محال أنها في يوم من الأيام تنال أحد قريباتكم كما قلنا سلفاً.. .
في نهاية المطاف، عزيزي ادم لا تتهاون في الأحاديث حول فتيات قمت بمعرفتها أو سمعت عنها فأنت لا تعلم مدي صحة الأقاويل ويقول المثل: "بتعرفه قال له نعم قال له عاشرته قال لا قال له إذن أنت تجهله"، للأسف شعبنا لا يهمه إلا الأقاويل، وأنا أقول للشعب دقوا القوارير فستسمع الأصوات.. .
ويا عزيزتي حواء اجعلي الثقة بالنفس التي تعلمنا أصولها سبيلك مهما قيل، طالما أنتي تعلمين ماهية نفسك، فاجعلي الثقة تنحني لكي إجلالاً وتقديراً.. .
حانت ساعة الصفر.. قضية البشر أجمع.. (كلام الناس).. يدمر كل ما نبنيه.. فدعوا الكلام للمتكلم.. ودعوا الحساب للذي خلق.. فنحن السابقون وهم اللاحقون.. هذه هي الحقيقة المُّرة في مجتمعاتنا العربية.. مين يتذوقها اليوم من فلان، فسيذوقها فلان من علان.. .


صُحافية فلسطينية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
من لم يكن طعامه من فأسه .... لم يكن قراره من رأسه © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top