بين ثنايا السطور عذابات وآهات
قضايا النساء العالقة في المحاكم
تحقيق: فداء عبد الجواد
قلب المرأة جزء من جسد... جوهره الرحمة... ولكن هنا قلبها يحدثنا عن واقع أليم فعند ملامسة حديث قلبها الوردي وللوهلة الأولي تشعر أنك تري مأساة حقيقية فعينيك تأسرها الدموع.
المرأة والعذاب
أخذت نظرتها الحزينة تعانق نظراتي لها، وما أن دخلت إلي منزلها حتى بدأت السيدة م.ر بسرد معاناة دامت أكثر من إحدى عشر عاما لتحدثنا قائلة:"عشت نزاع دام طويلا في ظل ظروف أجبرتني على عدم التفاهم مع زوجي لفقدان الثقة بيننا وخاصة بعد اكتشافي بأنه مريض عقلي وما أساء ظروفي هو زواجي في سن مبكر.
وحاولت في عدة مرات الاستعانة بأشخاص لفض النزاع بيننا، ولكن دون جدوى وبصراحة ما كان بى من صبر هو لوجود طفلتي الصغيرة فهي الرابط الوحيد في قصة عذابي وإن ما كان يعذبني في حياتي نظرة اليأس التي أراها كل يوم في عيونها والعائق في قضيتي مع زوجي هي دفع النفقة لطفلتي حيث ما زالت في المحكمة وانتظر التنفيذ في أي لحظة من طليقي.
وأنهت حديثها بالقول :"الرجوع لزوجي مستحيل والانفصال هو الحل الأنسب بيننا لأنني لم أعد أتحمل أكثر مما تحملت سابقا من متاعب وشجارات دامت طويلا أمام طفلتي المسكينة.
معاناة تبدأ بمحاولة قتل
وما زالت المأساة تتكرر في اغلب البيوت وتتناثر هنا وهناك ولكن أصبحت مسالة فاقت الخيال بمحاول قتل وما أن توجهت إلي السيدة ت.أ.ر والتي تختلف قصتها عن سابقتها، حيث انهمرت دموعها على خذيها لتنشر واقع معاناتها التي بدأت بثالث يوم من زواجها لتجد نفسها مقيدة وهناك من يحاول قتلها خنقا. فأخذت تتحدث قائلة:"أخذتني الحياة منذ نعومة أظافري لتعذبني ليل نهار وما أن كبرت وجدت نفسي ملقاة تحت عاتق رجل يكبرني بسبعة عشر عاما وبعد فترة وجيزة من زواجي وجدته مريض نفسي ودون علمي بذلك فهذا "ما زاد الطين بلة" .
ووجدت في إحدى خزانات الغرفة أوراق ثبوتية تأكد بأنه بقي مدة عامين في المصحة النفسية وهذا ما جعلني أحاول الهرب دون وعي.
وتقول:"الحمد لله جاءت فرصتي التي كنت أحلم بها وهي هروبي إلي منزل أهلي للتخلص من معيشتي السيئة هذا ما جعل والدي مصمم على طلاقي منه دون التخلي عن حقوقي بعد عذابي المشين.
وتنهي حديثها معي وهي تتنهد باكية إن وراء كل رجل عظيم امرأة، ولكن يبدو أن الفلسطينيات لن يأخذن حقهن من هذا المثل فأصبح المثل يقول وراء كل رجل امرأة مهانة.
القضايا والمحاماة
وفي هذا السياق أشار المحامي محمد فوزي الغندور قائلا: للأسف في أغلب الأحيان نجد قضايانا هي القضايا المتعلقة بالنساء من طلاق ونفقة وحقوقها الشرعية.
وأوضح الغندور بحكم عمله متحدثا: إن هدفي وهدف زملائي في الأول والأخير إصلاح كل من الطرفين، ولكن في الغالب تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وهذا حال كثير من الأسر. مضيفا: تواجهنا بعض الصعوبات أثناء التبليغ من قبل النساء لأزواجهن ولكننا نتجاوز المحنة وبعد ذلك يبدأ دور المحكمة الشرعية في التنفيذ.
القاضي والقضايا في المحكمة الشرعية
وللاطلاع على مجري القضايا المتعلقة الخاصة بالنساء أيضا تحققنا الأمر في المحكمة بالتوجه نحو القاضي الشرعي محمد فريد بركة بمحكمة خان يونس الشرعية ليحدثنا قائلا: إن أغلب القضايا التي نفصل فيها هي قضايا النفقات والطلاق وقضايا المهر الخاصة بالنساء والتي نحاول حلها في ظل فقترة وجيزة. وفي السياق ذاته هناك بعض القضايا والتي تعلق لمدة تتراوح ما بين أربعة أو ستة شهور علي الأقل ويتم تنفيذها من قبل محكمة الصلح.
وأشار قائلا: نحن نتعامل مع القضية من خلال أربع مراحل وهي بداية على الزوجة تقديم لائحة الدعوة من قبلها للمحكمة ومن ثم عليها ترسيم الدعوة وتسجيلها وتحديد موعد للرؤية فيها وبعد ذلك تقوم المحكمة بتبليغ المدعي عليه بإعلان الخصوم وموعد الجلسة ومن هنا يأتي دورنا بالنظر في الدعوة من قبلي ومن قبل القضاة الآخرون والفصل فيها بهد إثباتها بالأدلة. ويحول كلا الطرفين إلي الإرشاد الأسري قبل الحكم في قضيتهما.
وأخيرا .....
في واقع الأمر أرجع بعض قضايانا هذه إلي سبب رئيسي وهو عدم التفاهم بين الأهل والشباب من كلا الجنسين بالتوافق مع شريك الحياة وهناك العديد من يوافقني الرأي، ففي ظل هذه المأساة التي تبكي لها القلوب تبقي المرأة جوهر الحياة الكريمة وحلاوة الفضيلة ومازالت بكل طاقتها هي العنصر الفعال في المجتمع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق