تقرير: فداء عبد الجواد
لمعرفة هذا المكان ... نقلت الرواد أسئلتها بكل جرأة لمدير القرية ليوضح لنا الصورة التي ترسم البسمات على شفاه الأطفال في التقرير التالي.....
قضية تحت المجهر
ومن هنا انطلقنا .. انطلقنا لنكشف حقائق حول القرية بحوارنا هذا مع مدير القرية الأستاذ وائل أبو مصطفي ، حيث حدثنا عن نشأة القرية قائلاً : جاءت فكرة إنشاء القرية بعد نشوب الحرب العالمية الثانية ، حيث سقط بسببها العديد من الضحايا التي خلفت ورائها البراءة الطفولية التي تيتمت منذ صغرها ، حيث تأسست القرية من خلال SOS وظهرت أول قرية أيتام في النمسا . كما أشار إلي أن عدد القرى وصل إلي 444 قرية .
وأشار أ. أبو مصطفي أنه تم تأسيس القرية في رفح من خلال اتفاقية عقدت بين وزارة التخطيط باعتبارها وزارة خارجية ومنظمة قري الأطفال الدولية في عام 2000 م .
وأكد أ. أبو مصطفي على أنه تم اختيار منطقة رفح _ تل السلطان لبناء القرية ، ذلك لأن الجنوب في العادة مهمشة وأيضا للكثافة السكانية العالية ليتم استيعاب أكبر كمية من الأطفال الأيتام .
وحدثنا عن تمويل القرية قائلاً : يعود التمويل إلي منظمة قري الأطفال الدولية والمتبرعين الذين يحاولوا مساعدتنا بقدر الإمكان لنمو وتنشيط وبقاء القرية مفتوحة للجميع .
وأوضح أ. أبو مصطفي لنا عن السن الذي يتم قبوله وذلك من سن يوم وحتى 7 سنوات ويتم تربيتهم داخل القرية حتى يصبحوا نافعين للمجتمع وذلك لغاية سن الثامنة عشر ويتم تخييرهم في إكمال دراستهم في الجامعة أو في الأعمال المهنية وذلك لغاية إتمام سن الثلاثة والعشرون .
أما بالنسبة لإجراءات القبول ، أوضح بهذا الخصوص أن هناك لجنة القبول والشئون الاجتماعية التي تبث في حالة الأطفال الذين يتقدموا ويتم هذا من خلال المعايير وقدرة الاستيعاب الموجودة في القرية .
الخدمات المُقدمة من قبلهم
أشار أ. أبو مصطفي لنا عن الخدمات التي تقدمها القرية إلي الأطفال منذ نعومة أظافرهم حتى نهاية الفترة ، بأن هناك عدة مرافق منها الروضة والمدرسة اللاتي تقدما خدمات الدراسة والتثقيف والتوعية وذلك بأحدث الوسائل التعليمية ، وكذلك وجود المركز الطبي ، فهم ليسوا بحاجة إلي معالجتهم بالخارج وذلك لتوفير الخدمات الطبية في القرية وهناك بيوت النوم وبيوت الشباب والشابات ويتم دخول الأطفال هذه البيوت من سن الحادية عشر .
وحدثنا بأن هناك برنامج خاص لتطوير إمكانيات الأطفال من خلال تنمية مواهبهم.
الحالات المقبولة
وبحثاً عن الحالات المقبولة وعن أسباب ذلك اجتماعياً، واصطحبتنا الأخصائية الاجتماعية أ. هديل البريم في جولة معرفية عن تلك الحالات قائلة : الحالات المقبولة مقسمة إلي ثلاث أنواع ومنهم الأطفال فاقدي الأب والأم ، شارحة وضع هذه الحالة من خلال المثال التالي : وفاة الأم بمرض السرطان وليلحقها زوجها بعد سنة من الوفاة تاركين أربعة أطفال .
أما بالنسبة للحالة الثانية فهي من نوعية وفاة الأب والأم فقط، حيث يوجد من هذه الحالة كثيرون منهم من توفت الأم وليتزوج الأب بأخرى ليترك أطفاله في هذه القرية.
أما بالنسبة للحالة الثالثة فهي حالة فريدة من نوعها، ولكن موجودة في كل مكان ومعروفة بين الأسر وهي حالة التفكك الاجتماعي.
وأشارت أ. البريم إلي أن هناك من الأسر التي تعاني من حالات نفسية ومنهم من تكون الأم مريضة نفسية ومنهم من تكون الأم فاقدة للذاكرة وهذا الأمر لا يبتعد كثيراً عن وجود آباء يعانون من نفس الأمراض بالإضافة إلي من يدمن على شرب المخدرات وكذلك حالات الطلاق والعنف اللفظي .
وأشارت أ. البريم إلي أن القرية جاءت لتضفي البسمة على شفاه الأطفال بعيداً عن تواجدهم في هذه الحالات .
وأوضحت أنه أفضل وضع الأطفال عندنا من وجودهم بين الأسر المتفككة ليخرجوا إلي المجتمع نافعين.
دور عظيم وله شأن أعظم
الأم البديلة ، يا له من دور تقوم به إنسانة عظيمة ، لتربي أطفالاً لينشئوا نشأة صالحة . من هنا قمنا بجولتنا حول البيوت الموجودة في القرية لنواجه أمهات حقيقيات يمارسن عملهن بكل طبيعة وجدية .
توجهنا إلي بعض الأمهات لينقلن لنا كيفية ممارسة الحياة مع أطفالهن . لتبدأ إحداهن بالقول، نبدأ يومنا هذا بصلاة الفجر ثم نقوم بتحضير الإفطار لهم لنبعثهم إلي المدرسة وبعد ذلك نحن نبدأ بترتيب البيت وتنظيف الغرف.ليعودوا لنا في وقت الغذاء. وبعد ذلك نبدأ معهم بتدريسهم وحل الواجبات. وبعد الانتهاء يأخذوا وقتهم من الراحة في مشاهدة التلفاز واللعب وغير ذلك من تحفيظهم القرآن لينشئوا نشأة قرآنية .
ويمكن لنا الخروج للسوق لشراء ما يرغبون به .
أما بالنسبة للتعامل فيما بينهم فهم أخوة بلا شك. رغم أنهم ليسوا بأخوة من أب و أم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق