غزتي الحبيبة لا تحزني..

بقلم/ فداء محمد عبد الجواد
كالعادة قطاعنا الحبيب هو البؤرة الوحيدة لكل ضربة إسرائيلية، في حال أنها لا تعرف أين توجه ضرباتها، فيكون القطاع هو مربط الفرس لهم.. .
غارات.. واستهداف.. وقصف.. وتدمير.. هذا كل ما رأيناه منذ بدء الغارة الصهيونية على القيادي العسكري في حركة حماس الشهيد أحمد الجعبري رحمة الله عليه..
فكل يوم شهداء وإصابات.. وللأسف هم مدنيون.. وعلى فرضية الأهداف المعلن عنها من قبل الاحتلال الإسرائيلي.. نجدها أن أطفالنا العزل أهداف مستهدفة لهم وكأنهم بالسلاح مقاتلين.. .
كادت عيوني تتفجر بكاءً على براءة الأطفال المسلوبة، وتفكيري بدأ في شلل تام، بأي حقٍ الطفولة تسلب؟، وبأي ذنبٍ يخسرون أرواحهم الطاهرة فجأة دون سابق إنذار؟.. .
كل هذا لا يُخفي على العرب، وصورنا أخذت لقطاتها تتسارع في كل وقت، حيث أن ما يقوم به العدو الصهيوني ضد شعبنا الأعزل ما هو إلا عربدة فاقدة للأساسيات الصالحة لأي حرب، فهذه ليست حرب إنما عربدة هوجاء، وعندما وجدت للمقاومة درع صلب يحمي الشعب الفلسطيني من طياراته ودبابته، بدأ يتخبط مع بعضه البعض كالجرذان، ليصبحوا أطفالنا ونسائنا أهدافاً لهم كالعادة.. .
إذ أن القصف الهمجي للبيوت الآمنة لها دلالات على إفلاس بنك الأهداف المزعوم، عندما بدأ العدوان على غزة، فإن قلنا أن أحمد الجعبري هو الهدف الأساسي لهم، فقد نجحوا بضرب جثثته الطاهرة، ولكن لم ينجحوا بإخماد نار الثورة التي بدأت تجيش في قلب المقاومة للرد على هدفهم الأول، ولكن ما بعد الهدف الأول ونجاح المقاومة الكبير، والذي أظهر وجوده المقاوم الفلسطيني وكان له الاكتشاف الأعظم للتعامل مع هذا العدو المسخ وتفاديها بطريقته الخاصة، فبعد هدوء دام فترة أربع سنوات أثبت أنه على أهبة الاستعداد للطلقة الأولي، فشعبنا أسطورة صمود وإرادة قوية وعزيمة جبارة، قادر على إبادة تل أبيب دولة العدو الصهيوني.. .
فالعدو الصهيوني أثبت بإعلانه سابقاً في الحرب الماضية على قطاع غزة إفلاسه من الأخلاق والقيم الإنسانية باستخدامه أدوات محرمة دولياً، ليصبح بالفعل عدو أهوج وأحمق مما رأينا على الكرة الأرضية.. .
وكاد أهل الدناءة يتخطي حدود الدناءة نفسها ليتفوقوا باختراع صفات الحقارة التي وصلت بهم، لأن يكون الإعلام محط أنظارهم أيضاً، فبعد أن حاز الإعلام الفلسطيني على التميز في نشر الحقيقة التي تصيب شعبنا الأعزل، أخذ يضرب خط الإعلام لينشر لنفسه صفة الغوغائية الشمطاء.. .
ويا لقسوة عرب السلام يهرولون لإنقاذ العدو بهدنته المحكي عنها منذ أيام، فالعدوان الغاشم على غزة مهما بلغت وحشيته، واستهدافه لأطفال البراءة، فلن يحقق المحتلون مبتغاهم في القضاء على المقاومة، فها هم بعد سبعة أيام من عنفوانهم وضربهم للأبرياء، يستجدون بالتهدئة.. ولكننا لن نقبلها بسهولة إلا بعد تحقيق أهداف المقاومة.. فيا غزة الحبيبة لا تدمعي.. لا تحزني.. لا تجزعي.. إن الله معك.. .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
من لم يكن طعامه من فأسه .... لم يكن قراره من رأسه © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top