طريقة إعدام العملاء خطوة في الاتجاه الصحيح،، أم جريمة منظمة!!

بقلم/ فداء محمد عبد الجواد
ضمائر ميتة.. إنسانية على وشك الانعدام.. وغرابة الأقدار،، القتل .. لعبة يلعبها "القسام" في ظل ظروف معقدة، قتلت القلوب قبل العقول، حتى وإن كانت تلك العملية في صالح الشعب الفلسطيني، فهي مازالت ضد الإنسانية وحقوق البشرية.. وجسدت هذه العملية نظرية اختلال التوازن الإنساني، لتصبح بالنهاية قضية تحت مجهر الحكومة الفلسطينية، لما تذره من خراب بعد تلك الفعلة المشينة..
قضية العملاء.. هي القضية الأكبر داخل ملفات الحكومة في غزة، حيث استطاعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإلقاء القبض على عدد من العملاء المتعاونين مع العدو الصهيوني، وذلك بعد أن قامت هذه الأجهزة بمتابعتهم على فترات طويلة، حيث اعترفوا بتعاونهم مع العدو الصهيوني من خلال مد ضباط الشاباك بمعلومات مختلفة عن المقاومة والمجتمع الفلسطيني ومؤسساته.
فبعدما كشفت قوات الأمن الفلسطينية العملاء الموزعون حسب مناطقهم الجغرافية، عملت على كشف جرائمهم الممتدة لقتل الكثير من المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم قيادات فلسطينية لا ننساها على مر الزمان لمقاومتهم الباسلة..
وقامت الأجهزة الأمنية بتقديم الأدلة والإثباتات لفصائل المقاومة الفلسطينية، ولرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وللجان حقوق الإنسان، وللجهات المعنية في دولة مصر الشقيقة كي تتخذ القرار عن صواب..
وقد تم الحكم عليهم بالإعدام بعد اعترافاتهم الخطيرة حول جرائمهم، فكلاً منهم قام على الأقل بالمشاركة لقتل ثلاثة أو أكثر من القيادات الفلسطينية، والاستهداف الموجه للمؤسسات الفلسطينية وبث الشائعات بين الناس..
وبعيداً عن أسماء العملاء فتم نشر أسماءهم عبر المواقع الالكترونية وصورهم قبل وبعد الإعدام، فكانت الفاجعة للناس بطريقة الإعدام والوقت غير المناسب، هذا وما جعل من جثتهم تتهاوي في أيدي الناس للتشويه فيها،، حقاً أنها الطريقة الأوحش على مر التاريخ الفلسطيني لإعدام العملاء السبعة..
للأسف.. كانت طريقة الإعدام غير لائقة بإنسان مهما كان، والتشويه لسمعة أهالي هؤلاء المعدمين بطريقة مخزية بحق المجتمع وعاداته وتقاليده، والأكثر دهشة رميهم جثث هامدة على مفترقات الطرق ليقوم الناس بمهاجمتهم بعد إعدامهم بوحشية مبغضة للعين، فضرب بالأحذية وتخبيط بالأرجل، والمصيبة الكبرى من قام بربط أحد العملاء بحبل لدراجته النارية وأخذ يعذبه في شوارع المدينة..
هذا هو الحال الذي جري عليه تعذيب العملاء بشكل مخزي للشعب الفلسطيني، ودمر مهجة نصرنا في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة..
هنا لا أدافع عن هؤلاء المجرمين، هم بالفعل مجرمين يستحقون الإعدام ليكونوا عبرة لكل من يحاول أن يضع نفسه مكانهم..
ولكن الأهم من ذلك يجب أن ننظر إلى أهاليهم الأبرياء الذين لا ذنب لهم فيما حصل، ويجب أن ننظر إلى الطريقة البشعة التي نفذت بها طريقة الإعدام، وننظر لهؤلاء الحمقى الذين بالغوا في تشويه جثتهم، فإن الله قد حرم التمثيل في جثثت الأموات حيث قال تعالي: " اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا"، و قد نهانا النبي (صلى الله عليه وسلم) عن التمثيل بالجثث فقال: "لا تمثلوا و لو بالكلب العقور"، انظر إلى رحمة رسول الله حتى بالكلب الغدار الذي يعض الناس.
فمهما كانت طبيعة النفس البشرية شريرة، وقامت بأفعال مشينة، لا تعاقب بهكذا أسلوب منفر للطبيعة البشرية..
وبعد عقد مؤتمر لحكومة حماس بتشكيل لجنة تحقيق لإعدام عملاء الاحتلال الإسرائيلي، فقال المتحدث باسم الحكومة في قطاع غزة طاهر النونو في هذا المؤتمر "أن الحكومة قررت النظر في الإعدامات غير الشرعية لسبعة فلسطينيين متهمين بالتعامل مع إسرائيل"..

الوحشية في العيون كانت ومازالت.. التساؤلات تطرح نفسها هنا،، وفي ظل القضية..
بأي حق كتائب القسام يتدخل ويقوم بإعدام العملاء وهم في عهدة الأمن الداخلي للحكومة؟؟
أين مسئول جهاز الأمن الداخلي من هذه الفعلة؟؟ أليس العملاء في سجنهم، (أي تحت رعايتهم وليس رعاية القسام)؟؟
أين وزير الداخلية من كل هذا؟؟
أين الخطوط الحمراء التي تمنع من تدخل خارجي في قضايا الأمن؟؟
ويبقي السؤال.. هل طريقة الإعدام في الاتجاه الصحيح أم هو عبارة عن جريمة منظمة؟؟

كاتبة فلسطينية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
من لم يكن طعامه من فأسه .... لم يكن قراره من رأسه © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top