نقاط على هامش المناقشة..
بقلم/ فداء محمد عبد الجواد
أنا لا أعرف ماذا يدور في عقلي؟؟ وهل أنا في حلم أم في علم؟؟ فلو كنت في حلم سينتهي بلحظة، ولو كنت في علم أيضاً سينتهي بلحظة، والفرق بين اللحظة واللحظة هي تلك اللحظة..
حاولت جاهدة في كثير من المقالات بإبراز قضية الخريجين وأحلامهم وهمومهم، فهي القضية الأكثر اهتماماً لدي المجتمع الغزي في هذه الفترة، وخصوصاً أنها ليست متعلقة بالخريج نفسه فقط، وإنما متعلقة في حياة الأهالي لأنهم ضحوا بالغالي والنفيس كي يحققوا لفلذات أكبادهم مصيرهم التعليمي، وليروهم في عين الطموح والعمل.
هذه آمال الكثير منا بأن نحقق أحلامنا وأفكارنا ونضع طاقاتنا لخدمة المجتمع من خلال تخصصاتنا التي ارتقت للعلا من جيل إلي جيل..
وفي الآونة الأخيرة أطلقت الحكومة في غزة برنامجاً فريداً من نوعه، ولأول مرة في القطاع، نصابه تشغيل 5000 خريج لمدة 11 شهراً، وللأسف هذا الموضوع دارت حوله الشكوك الكثيرة من حيث بعض تفاصيله في آخره، وباتت مشبوهة لدي البعض من واسطة وغيره وأساليب متبعة خاطئة..
وما أن انتهت حملة البطالة، وفي الوقت الذي يتوق فيه الخريجين إلي فرصة عمل تحفظ لهم الكرامة بعد الذل الذي أصابهم من هذا وذاك، والعمل لراحة أهاليهم ورفع كاهل المسؤولية عن الوالد الحزين، ويصبحوا منتجين لخدمة مجتمعهم، وجاء القرار المفاجئ والمفزع للخريج من وزارة التربية والتعليم بأن يخضعوا أصحاب تخصصات مهنة التدريس لامتحان مزاولة المهنة، مما يسهم في التباعد بين الخريج وفرصة العمل، حيث أنه قرار غير موفق أبدا لا في هذا الوقت ولا في غيره، فهذا يزيد الطين بلة ويزيد العبء على كاهل الخريج، وحجة الوزارة بأن الهدف من هذا الامتحان هو (أن وجود عدد من المتقدمين لامتحان التوظيف غير مناسبين لأن يكونوا معلمين)..
لو فكرنا قليلاً بهذا الهدف من الوزارة فنجده لا يرقي لأن يكون سبب مقنع لأي شخص، فكيف يكون المتقدمين لامتحان التوظيف غير مناسبين ليصبحوا معلمين، وكيف كشفتم وقررتم هذا الأمر، إن لم يتم تقديم الامتحان سابقاً للقرار، وغير ذلك هل امتحان التوظيف غير كافي لأن يحدد الناجح من عدمه، وثانياً إن الميدان سيد المواقف، والمعلم الجديد بحاجة للميدان، فامتلاك المعلومة تختلف عن القدرة على عرضها وتذليلها، فالوزارة لم تضف شيئاً جديداً بهذا القرار، خصوصاً أنه مازال امتحان تحريري، والمؤسف كثير من الناجحين بالامتحانات التحريرية لا يفقهون في المجال العملي، وهناك من يقبع في منزله ولديه خبرة عمل إدارة بأكملها، فلا داعي لامتحان المزاولة فما هو إلا تكرار، فهو مضيعة للوقت..
هذه نقطة بحاجة لإعادة النظر فيها من وزارة التربية والتعليم والبحث عن أسلوب جديد يخرج عن المألوف والمعتاد لتحديد من هو كفؤ في التدريس وغير كفؤ، وللتنويه فلقد تعلمنا على أيدي مدرسين لا يفقهون شيئاً بمعني التدريس، فما بالكم بالثقافة، وأيضاً بعضهم لا يرتقي لأن يكون معلم وينقصه الأخلاق، وكلنا تعرضنا لمواقف سيئة للغاية من المدرس فلان والمدرس علان سواء أخلاقياً أو علمياً.. فلماذا جاء قراركم متأخراً؟؟
أما النقطة الثانية والتي هي بحاجة للنقاش ورؤيتكم لها من هذه الزاوية المخصصة بالمقال، وحيث أنها مكملة للموضوع السابق ولكن في جانب آخر،،
ففي ظل الغلاء الفاحش وضيق العيش الذي يعانيه شعبنا، مع العلم أن هذا الغلاء والضيق يعاني منه من ليس لديه راتب منتظم أو مصدر دخل للعائلة، وليس كما يدعي الأخوة المعلمين الذين في كل مرة يتظاهروا ويوقفوا المسيرة التعليمية من أجل علاوات وزيادات في رواتبهم، والأدهى من هذا كله أنهم يفتقروا للجدية في عملهم، فهو مجرد وظيفة يحصلون منه على رواتبهم، ولا يعملوا بذمة وضمير حال بعض المعلمين..
فيقول منتدى المعلم الفلسطيني ببيان خاص بهم أنهم قد تفاجئوا بسحب العلاوة التي أقرها دولة رئيس الوزراء الدكتور إسماعيل هنية والتي تصرف من سنين بواقع 5% على رواتب المعلمين، والإبقاء على خصم 5% من رواتبهم لصالح العمال بالإضافة إلى انتقاص ما جاء في لائحة الكادر التعليمي الجديد بحرمان فئات كثيرة من الموظفين.
ويطالبون بعدة مطالب أهم ما جاء فيها طلبان يهمهم جداً، وتناسوا الكثير أولها ضرورة الرجوع عن سحب العلاوة الخاصة بدولة رئيس الوزراء (5%) على رواتب المعلمين، وثانيها دعوة لوقف خصم ال 5% للعمال عن قطاع المعلمين والبحث عن مصادر بديلة لإنصاف العمال، فالمعلمون وأسرهم لديهم من الأعباء والهموم الكثيرة.
لكن،، هنا نضع تساؤلات بسيطة للمعلم.. ماذا تقدم يا سيدي المعلم لتأخذ علاوة؟؟ ما هي المخاطر التي تواجهك؟؟ وبأي حق وأنت تأخذ راتبك بانتظام تطالب برفع خصم المبلغ المخصص للعمال،، أوليس هم بغلابا لا حول لهم ولا قوة؟؟
وإن كنا على علم بأن المبلغ المخصوم لا يذهب للعمال والعلم عند الله، ولا نري منه شيئاً على حسب قول العمال، فأين دور الحكومة التي نصبت نفسها علينا لتحمينا وتروينا من خيرات البلد، حيث نفتقر إلى العيش الكريم، والذي ليس لديه المقدرة على حل مشاكلنا وإطعامنا فلا يستحق أن يكون حاكماً يرسم على مزاجه ويجبي الضرائب بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، دون أي رحمة لوضعنا كشعب محتل ومحاصر..
إن دل هذا الأمر على شيء فهو يدل على حقدهم وجبروتهم على أبناء شعبنا الفلسطيني..
ولماذا لم يحتج باقي الموظفين في المجالات الأخرى عن هذا الخصم؟؟ ولماذا لم يقوموا بإضرابات ليأخذوا حقهم في العلاوات؟؟ وأين الحكومة عن كل هذا؟؟ وهل هي راضية بذلك؟؟ علماً بأن هناك بعض المجالات تعرض حياة أصحابها للخطر أكثر من المعلم، ويكتمون في قلوبهم ولا يطالبوا كما تطالبون، وكأنكم تحرثون في مناجم البترول وتحرثون في الأرض الصلبة..
ما هذا إلا كلمات في سطور تحتاج للمناقشة الجادة، ووضع الحلول الجذرية، لذا سأترك لكم هنا التعليق بعد هذه الكلمات، فيا إخواني أين الرحمة؟؟ وإن كان الموظف لديه أعباء وهموم، فماذا يقول العاطل عن العمل ولديه أسرة بحاجة للقليل لتستر جوعها وتسد حاجاتها؟؟ يبدو أن هؤلاء تجردوا من الأحاسيس والمشاعر، فما لكم إلا الله يا شعبي الحزين..
كاتبة فلسطينية
like
ردحذفأوليس هم بغلابا لا حول لهم ولا قوة؟؟