أ.سمر زعرب : نحن نختار الأم البديلة بعد التدريب المستمر لثلاثة شهور على الأقل قبل دخولها في المراحل اللاحقة.
نهلة عيسي: بدأت أعمل كأم بديلة منذ تأسيس قرية الأطفال (sos) قبل 10 سنوات.
ومن هنا، قمت بجولتي حول البيوت الموجودة في القرية، للبحث عن أمهات حقيقيات يمارسن عملهن وبكل طبيعية وجدية. رغم أنهن بديلات.
تقرير : فداء عبد الجواد
منذ البداية وقبل 10 سنوات
منذ بداية تأسيس قرية الأطفال (sos)، بدأت عملها كأم بديلة لمدة عشر سنوات ومازالت، الأم البديلة نهلة عيسي ممثلة أم الأمهات للإذونات والإجازات وما يتعلق بأمورهن الخاصة، بالغة من العمر 43 عاماً من سكان حي تل السلطان في مدينة رفح، وحاصلة على دبلوم صحة نفسية من جامعة الأقصى.
إنها آنسة مثل كل فتاة، القدر يلعب لعبته معها، تأخرت في سن الزواج ولم تجد من يناسبها، أخذت تحدثنا في مطلع حديثها قائلة: منذ إنشاء القرية وافتتحاها في هذا المكان وبيتي يطل عليها من الخلف، كنت أرغب في معرفة ما الذي نشأ هنا، فبعد الإعلان عن الوظائف قررت الذهاب إلي القرية على أساس أدرس في روضة القرية، ولكن تفا جئت بأنهم يريدون أمهات بدائل للأطفال الأيتام، فعدت إلي منزلي لأخبر أهلي بما جري.
وأشارت قائلة: وجدت كل الترحيب والتشجيع من والدي لأنضم إلي أمهات القرية وما شجعني أكثر أنني كنت وزميلاتي في نفس الحي تقدمنا للوظيفة. وبعد العمل وفقت بين حياتي الشخصية والحياة العملية.
وأكدت قائلة: إن السبب الرئيسي الذي جعلني أعمل هنا، الأطفال الأيتام الذين لا حول ولا قوة لهم، واعتبر ذلك أيضا تعويضاً لعاطفة الأمومة لدي وتعويض الأطفال عن أمهاتهم.
مضيفة إلي حديثها: أشرف الآن على 8 أطفال في البيت وعاشرت تخريج أجيال من بيتي هذا.
ابنة مدينة خان يونس أم بديلة
أما الأم البديلة سها سرداح وهي ابنة مدينة خان يونس وتبلغ من العمر 35عام وحاصلة على بكالوريوس أصول إسلامية ودبلوم تربية وتحضر نفسها للماجستير تعمل منذ 4 سنوات وهي تشرف الآن على 6 أطفال.
أخذت تحدثنا قائلة: في بادئ الأمر استصعبت العمل وأن أكون أم بديلة، حيث أنني تعرفت على القرية عن طريق صديقتي التي حدثتني عن القرية وقالت لي:"اذهبي واستفسري للعمل كمدرسة" وعندما جئت قالوا:"لسنا بحاجة إلي مدرسة وإنما الآن بحاجة إلي أم بديلة"، وكانت الصفات المطلوبة لديهم متوفرة في شخصيتي، ففكرت بالموضوع جيدا وكان الوضع المادي سئ نوعا ما وأريد الحصول على مصروف شهري لي ولأهلي، فقبلت العمل كأم، وخبأت نوع وظيفتي عن أهلي لمدة ثلاثة شهور على أنني أعمل مدرسة.
وأضافت قائلة: بعد ذلك أخبرتهم بنظام عملي وكان صعباً ولكن تقبلوا الأمر بعد أن اطمأنوا بأن القرية مأمنه جداً.
وأشارت إلي أنها تشعر براحة كبيرة في المبيت بالقرية أكثر من مبيتها عند أهلها.
وأكدت قائلة: أني أحب أطفالي وهم يحبونني جداً ولا أميز بينهم رغم اختلاف هوياتهم وكلا من عائلة فاعتبرهم أبنائي جمعيهم.
بعد المعارضة أريد أن أستقر
أصغر الأمهات سناً وتعمل منذ سنتين، الأم البديلة سهير صبح وتبلغ من العمر 28 عاماً وحاصلة على بكالوريوس معلم صف وتشرف على 7 أطفال.
تختلف قصتها عن زميلاتها السابقات حيث بدأت تروي قصتها متحدثة: لقد أنهيت دراستي الجامعية وعملت معلمة في إحدى المدارس وانتهت مدة العمل، وبقيت في المنزل "لا شغله ولا عملة".
وأضافت قائلة: أردت الاستقرار لحياتي حيث أنني رفضت الزواج بسبب مشكلة أعاني منها وهي ثقل في اللسان، فكانت مسألة تضايقني بسبب أمهات المتقدمين لخطبتي.
وتقول: وجدت الاستقرار في القرية، حيث اعتبره تعويض عن الزواج وعاطفة الأمومة.
وأشارت موضحة: وجدت معارضة من الأهل على أمر واحد وهو المبيت في القرية وكان شرط رئيسي من شروط الأم البديلة. ولكن أقنعتهم وبعد أن وجدوا القرية آمنة ولا خوف علي وجودي قالوا لي: "اعملي ما بريحك"، وطبعا بعد ذلك تقدمت وتم اختياري بناءً على الشروط المطلوبة والحمد لله تخطيت المراحل المهمة التي يجب أن أخطيها لأصل لمسمي الأم.
كيفية اختيار الأم البديلة ومؤهلاتها
وتعتبر مهمة الأم البديلة صعبة وليست بالسهل أن تقوم بها أي امرأة، وحول معرفة المؤهلات والصفات التي يجب أن تتوفر في الأم البديلة كان لي حوار مع أ.سمر زعرب المشرفة التربوية في (sos) فأعربت عن ذلك قائلة: هناك شروط يجب وجودها في كل شخصية المتقدمات للعمل لدينا، حيث يجب أن تكون متفرغة اجتماعيا أي غير مرتبطة، وكذلك عمرها يتراوح ما بين 25_35 عام، وتتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة وتكون على خلق، لان ذلك سينعكس على نفس الطفل الذي تربيه، ولديها القدرة على التعامل مع الأطفال وحب العمل معهم والقدرة على المبيت في بيوت القرية، وأيضا تكون حاصلة على التعليم الأساسي على الأقل الثانوية العامة والجامعة إن وجد في الأم فهذا أساسي حتى تعلم الأطفال وتتواصل معهم على مستوي عالي.
وفي السياق ذاته، تحدثت أ.زعرب أنه بعد قبول الطب يتم تدريب كل من تقدمت إلينا خلال دورة تدريبية تمتد من شهرين إلي ثلاثة أشهر وبعد الدورة يتم الاختيار بناء على من تجتاز جميع الصفات المطلوبة لتبدأ العمل عندنا.
ومن جانب آخر، أوضحت أ.زعرب بعد الدورة والتدريب فهناك ما يسمي الخالة المتدربة والخالة والأم المتدربة والأم البديلة هذه مراحل تمر بها المتقدمة حتى تصل إلي مسمي الأم البديلة، وبعد مرور سنتين على الأقل وحسب التقدم والكفاءة لكل منهن.
خدمات مميزة للأم البديلة
ومن جهتها، أكدت أ.زعرب على أنه يتم تقديم خدمات ممتازة للأم البديلة في هذه القرية، حيث تحصل على راتب جيد جداً، وتأمين صحي كامل وأيضا تخصص لها ميزانية يومية غير الراتب مع ميزانية مصروف الأطفال، ويتم الترفيه عنهن تحت بند رحلات الترفيه، كذلك لها الحرية المطلقة في الدخول والخروج وأخذ الإجازات كالموظفة الحكومية، ولكن الاختلاف البسيط هو ما أن القدر كتب لها الزواج متأخراً تفقد حق الوظيفة ولها ادخار نهاية الخدمة بعد التقاعد.
اختيار مدينة رفح لبناء القرية عليها
وفي سياق المتصل أوضحت أ.زعرب لقد تم اختيار رفح لإقامة قرية الأطفال فيها، لأنها قائمة على 10 دونمات من مساحة الأرض وكذلك تشجيع بلدية رفح للمشروع آنذاك والقرية تستقبل كافة حالات الأطفال من جميع أنحاء القطاع، وأيضا الأم البديلة.
ولكن... أخيراً !!
الأم البديلة هذه مهمة، تعتبر جزء من المهام الموجودة في قرية الأطفال (sos) أردت أن أفتح أعيينا وأعينكم عليها، حتى نري مدي الإنسانية الموجودة في المرأة الفلسطينية ومدي كفاحها لترفع من مستوي المجتمع ومستوي أولادنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق