"بين البايع والشاري يفتح الله"..!!

بقلم/ فداء محمد عبد الجواد
"بين البايع والشاري يفتح الله"، مقولة ومثل وحكمة وكل كلمة تصفه بالجملة لإنهاء شيء معين بين طرفين في بيعة أو قضية ما.. .
لطالما حلمت بكثير من الأماني التي أرغب في تحقيقها، ولكن للأسف ليس من السهل تحقيقها لأنها ببساطة، "بين البايع والشاري يفتح الله"، فكثيراً ما تعودنا عليها، والأمر المهول أنها أصبحت جملة مفعمة بالحيوية بين قياداتنا الفلسطينية.. .
ومن رغباتي المكبوتة، أن أقدم لكم موضوعاً جديداً فيه الحنكة الفلسطينية، وأثارتني العديد والعديد من الإشكاليات التي تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني المسكين الذي يحاك عليه لعبة القط الغلبان، فعندما تشد ذيله يصرخ.. وعندما تضغط على ذيله يقول "نو، نو" ، (يا ويلي دة تعب أوي مرة يصرخ ميو ومرة يعيط ويقول نو)، يا فرحة ما تمت.. .
ومن واجبي كإعلامية أن أضعكم في صورة الأوضاع بكل شفافية وأمانة، كما ويجب أن أقدم لكم تسلسلات حلقية للمشهد الفلسطيني السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. .
أولها يا سادتي الكرام، أن القيادات الفلسطينية وعلى مزاجها الخاص ونكهتها الفاكهية تقيل فلان وتضع فلان وتجعل من فلان وزير وهذا مدير وذاك عالم، ونحن ماذا يا قياداتنا الموقرة؟؟ هل نحن فقط متفرجون على شاشة تبث مسلسلات الأكشن؟؟، فكدنا نفوق أكشن الخيال على أرض الواقع.. .
ومع تلك الصفقات المتبادلة ما بين هذا وذاك تجدنا ضائعين وتائهين في جولة مباريات لا نعلم متى تكون نهايتها، فكثرة المسرحيات الهزلية التي تعرض ليل نهار وعلى لسان الأخ الكريم والأخ الفاضل، وبالمناسبة نحن أصبحنا نمثل أغنية سار على دربها الكثير من الشباب الفلسطيني لتوهانه، وحتى في الأفراح توضع للرقص عليها وتسمي (ضايعين صايعين).. فإلى متى سنبقي على هذا المنوال يا عزيزي المقدام؟؟
ليس هذا وحسب، إنما هناك الكثير من الوصفات السياسية التي تبث لكم، بأنها الوصفات السحرية لمعالجتكم.. .
أما يا إخواني من الجانب الاقتصادي "فحدث ولا حرج"، فصدقوني لو مررتم مرور الكرام على كل بيت فستجدون من تبكي عليهم عيونكم دماً وألماً، لعدم وجود قوتهم اليومي مما يطرهم الأمر للجوء للتسول، لذلك سأخصص الحديث عن التسول كمثال حي للاقتصاد الفلسطيني وعدم كفاية الوظائف للخريجين، وسبق أن تحدثنا بقضية الخريجين كثيراً، فمنهم من يتبعه مهنة ويكسب، ومنهم تجده أجبر من أهله، ومنهم خلسة دون علم الأهل ليصرفوا على أنفسهم، لكن هل هذا هو الحد النهائي للقضية؟؟ أو هل يقفون عند هذه النقطة، ونسطر لهم سطراً جديداً ليمتهنوا طرقاً أحدث في التسول؟؟ أم سنجعلهم عرضة للعصابات والشركات الاستثمارية؟؟
هنا محورين للنقاش بيني وبينكم، التسول ذاته قضية يستحق النظر له من قبلنا وقبلكم، أما المحور الثاني هناك من يصور الأطفال المتسولين وينشر صورهم ويقول للعالم العربي والأجنبي أجمع، بأننا لدينا هؤلاء الشذوذ وبحاجة لمن يرحمهم ويرحمنا معهم.. .
فهل هذا يصح منطقياً أن نحرج أطفالنا علناً دون التفكير بنظرة مستقبلية لهم؟، وكيفية استمرارية حياتهم وصورهم هنا وهناك.. .
ومن الجدير ذكره وتنويه للحكومة، يجب عليها أن تتناول هذه القضية على محمل الجد والمزيد من المسئولية لما له من أهمية خاصة على مستوى الفرد والمجتمع كافة، فهذه دعوة على الأقل في الوقت الحالي بدلاً من أن تكون غداً بالأمر الإجباري.. .
جيد قد وصلت لنقطة أخيرة لمقالي هذا، ألا وهي الناحية الاجتماعية لنا كشعب يعيش في دولته المحتلة والمغتصبة من قبل عديمي الرحمة، وبصريح العبارة, إنني أجد فلسطين مغتصبة من العرب قبل الغرب، ومن أنفسنا قبل أنفس غيرنا.. .
مقولة خاصة ككاتبة (إن سقط المجتمع اجتماعياً، سقط المجتمع كلياً)، فلا علاقات وطيدة بين الناس، ولا حكومات تهتم لأجل الناس وهمومهم، (لسنا في صدد ضرب حكومات كلامياً، بل هناك كثير من القضايا تحت يدها، ولكن الأهم من ذلك ما هو خارج أسوار القضايا القانونية، فرجاءً لفت انتباهكم للشعب بدلاً من الشتم والسب داخل نفوسهم.. .
وفي نهاية المطاف، ما كان علينا إلا أن ننوه وندق ناقوس الخطر تجاه هذه المواقف العظيمة التي يمر بها الشعب المكلوم، فهناك الكثير من أنواع الفساد والمخاطر الاقتصادية والقضايا الاجتماعية التي تحوم حولنا ولا ندري بها، واهتماماتنا أصبحت تصب فقط في السياسة الهزلية..
وأقدم لكم الحلول المثالية من خلال هذا المقال الذي اختصر حكاية الوضع الفلسطيني في أزقته ومدنه وأحيائه وشوارعه المؤرقة للدموع، فإنه وضع لا يحتمل وسيأتي يوماً تنفجر منه البراكين الحارقة، فالشأن السياسي هو المحرك والدينمو الحقيقي لحياة الإنسان فلسطينياً وعربياً، لحركته الدائرية كالطاحونة في محراك الشأن الاقتصادي والاجتماعي، فالسياسة والمجتمع وجهان لعملة واحدة.. .
وهناك مؤشرات ومعطيات في الشارع الفلسطيني، بعد غلاء المعيشة وفرض الضرائب الباهظة، فأنها لا تبشر بخير خصوصاً بعد حالات الإحراق المتكررة للشباب، وكذلك محاولات الاحتجاج والاعتراض من خلال المسيرات السلمية.. ولكن في النهاية، هل ستبقي الحكاية "لا حياة لمن تنادي"..؟؟

يتبع بعد ذلك في قضايا مفصلة...

صُحافية فلسطينية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
من لم يكن طعامه من فأسه .... لم يكن قراره من رأسه © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top