(170)
شيقل تُفرق الأخوة
بقلم/أ. فداء محمد عبد الجواد
في
الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً، "قامت الحارة ولم تقعد" (إحدى حارات
مدينة رفح) على صوتِ عائلة أخذ صُراخ نسائِها وعويلهم يملئ أُفق السماء، أخوة
يضربون بعضهم البعض، كادت تُزهق أرواح على شيءٍ عند البعض لا يأبه له، ولكن البعض
الآخر يحسُ به كأنه الشماعة التي تعلق عليها أخطاء الآخرين، حتى لو كان الخطأ من شخص
قريب جداً كأخيه من أُمه وأبيه، وكلُ هذا سببه خصم شركة الكهرباء لمبلغ من
المال وقدره (170) شيقل من كل موظف منذ مدة عدت العام وما شابه، ويُخصم
على الموظف الموجود في المنزل وباقي البيت لا يدفع فاتورة الكهرباء أو يساهم مع
موظف البيت، فيقع على كاهل الموظف دفع فاتورته الخاصة وخصم المبلغ المذكور سابقاً،
فتثار من هنا المشاكل، وهذه ليست العائلة الوحيدة فوجدنا العديد من العائلات تعاني
من هذه المسألة، فأزمة الكهرباء المعتاد عليها في القطاع الغزي هي ليست بأزمة،
إنما أصبحت مسألة تعود على عدم وجوده، فالغريب نُفاجئ بنهاية المطاف بعدم وجود خصم
من فواتير سابقة متراكمة فمازال كما هو، والأغرب أنه رغم انقطاع الكهرباء إلا أن
الفاتورة مازالت تصل الناس بمبالغ غير معقولة، وكأن العائلة ومنزلها سحبت كهرباء،
وهذا ما يسمي بالكهرباء موجود ليلَ نهارْ، وأن الشركة لا تعلم أغلب اليوم يقضيه
الشعب على المواتير المزعجة مادياً ومعنوياً، ولكن للأسف.. (...).
تطرق
العديد من الصحفيين والصحفيات والعديد من الكُتاب لتناول قضية الكهرباء والموقف
الشائك حولها. لكن لم يُناقش موضوع خصم المبلغ المالي هذا في ظل انقطاع التيار
الكهربائي، الذي لا نري ضوءه في القطاع الغزي إلا نادراً، وباقي الوقت على ما يسمي
"الماتور" فأصبح الهواء ملوث، فلا نتنفس إلا رائحة البنزين والسولار...
هذه
أزمات يمر بها القطاع الغزي منذ وقت، فأين الحكومة من هذا كله؟؟ "مصاصة
الدماء" شركة الكهرباء أين هي من تفريق الناس ومعاناتهم؟؟ وكأن موظفيها ليسوا
من الشعب، وكأن مسئولها ليس من الشعب أيضا؟؟ إلى متى ستبقي المعاناة هكذا؟؟ نحن نُريد
حلول جذرية وليست مسخرة القوم.. ولكن من سيفهم ذلك...
لماذا
لا تُوقف شركة الكهرباء ممتصة الدماء هذه، مؤقتاً خصم المبلغ المقدر في الظروف
الصعبة التي يعيشها القطاع الغزي من حصار داخلي وخارجي؟؟
كفانا
شعارات رنانة "لا تسمن ولا تغني من جوع"، وقفوا مع شعبكم وأبنائكم
وعائلات مجتمعكم وكفانا مهزلة أمام الأمم العربية، أصبحنا فقط أضحوكة الأجانب من
حصارنا الداخلي قبل الخارجي.
كفاكم،،
فعلاً كفاكم تعذيباً وتحطيماً لشبابنا ولا توقعوا على كاهلهم المتاعب الزائدة،
ولهذا الحد كفاكم...
0 التعليقات:
إرسال تعليق