رسولنا الحبيب .. أقاويلٌ في منامات!!
كتبت / فداء محمد عبد الجواد
رجل اسمه عبد الله مصطفي قال "شاهدت رسول الله في منامي، وأوصاني سلاماً على كل مسلم يقرأ هذه الرسالة أن يوزعها وينتظر أربعة أيام فسوف يفرح فرحاً شديداً، وان لم يوزعها فسوف يحزن حزناً شديداً على ماله وأهله لأنه لا يدافع عن النبي (صلي الله عليه وسلم)".
وقصة أخرى لمن أسمت نفسها (أخت موحدة في فلسطين) تقول: "أنها رأت في منامها أن من ينشر هذا الخبر، سوف يفرحه الله بعد أربعة أيام ويريه السعادة والفرحة في كل شيء من حوله".
يعودُ بنا التاريخُ مرة أخري، وبصورةِ مستحدثة لتشويه مقام الرسول (صلي الله عليه وسلم) من جديد، وقد طالته هالةُ من الأقاويل الكاذبة، فنهجَ على نهجه المؤمنون بالله، وحاربوا من أجِله ومن أجِل دينه وإثباته إثباتَ حق.
وذُكرَ قبل سنوات أن رجلاً دنماركياً قام برسم كاريكاتير لسيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم)، وقد مات محروقاً هو وأهل بيته جميعاً، فهذا جزاءُ كُلِ كافرٍ يُحاول الإساءة لرسولنا الحبيب.
أما أن تكونُ الصاعقة بالإساءة له من مسلمين، فهذا عيبٌ مُخزي بحقنا جميعاً، وأن تُنشر أوراق في كل مرة يُذكر فيها أن فلان رأي الرسول في منامه، وأن ينشر خبر معين ذُكر في حينها له، فإن الله سوف يُفرج كربِه بعدَ أربعة أيام وسيري السعادة.
أيعقل أن السعادة تلك بمجرد نشرِ لورقة مكتوب فيها كلمتين؟؟، أليست هذه مصيبة حلت علينا، وأصبح كُلِ من يقول رأيت وطلب..، والذي لا ينسخ هذه الورقة ولا يُوزعها سيُحرم من السعادة. والغريب من ذلك يُكتب أمانة في عُنقك أن ترسلها وتوزعها ويحدد عدد النسخ.
دعونا نفكر بهذه الكارثة ونحللها قليلاً، من لا يستطيع إلا إعاشة أطفاله فقط ووصلته هذه الورقة وليست لديه قدرة على نشرها، فهل سيُحرم من السعادة المُقال عنها بورقتهم. هذا فعلٌ بغيظ يقع على مسلمينا، فإن الله خالق الكون يُعطي من يشاء ويحرم من يشاء وكُلاً له حكمته.
فكيف لنا أن نتطاول على القدر المحتوم من عند الله، فلكُلِ شخص يُولد وكتابه معه، ويُقال أيضاً في الورقة أن هناك خطاب يَرِدْ على لسان أحد شيوخ المملكة السعودية العربية يُدعي الشيخ أحمد الخطيب، ويقول: "أنه في نهار الجمعة بعد ختمه للقرآن في منامه رأي الرسول (صلي الله عليه وسلم)، وفي هذا اليوم رأي 6000 مسلم ولم يدخل أحدهم الجنة (فالزوجات لا يطعن أزواجهن والأغنياء لا يساعدن الفقراء ولا يصلون الصلوات)".
يقول أيضاً: "إن كنتم مؤمنين حقاً فعلى كل مسلم نشر الرسالة، وأن كل شخص سوف ينال شفاعة المصطفي يوم القيامة".
كلامٌ جميل وردَ على لسان الشيخ المذكور، ولكن يا شيخي القدير أنت ومن مثلك، أعودُ وأكررْ إن كُنا لا نملك قوت يومنا ولا نقدر على توزيع الورقة فهل سنخرج من شفاعته ونحنُ مسلمين حق.
إذن فلنطلق العنان لنفكر، علنا نصل للحل الأمثل..، هل الجميع يري رسولِ الله وهل يقول لهم الرسول اطلبوا من المسلمين نشر هذا الخبر؟؟ وإن لم ينشره سيُحرم من الشفاعة؟؟ فهل من العقل والعلم والفقه والدين الإسلامي يُحرم الناس من شفاعة رسولنا الكريم على ورقة، أو لماذا لا نقول فيها لكل من تصله يقرأها فقط؟؟
أصبحت هذه الأوراق المتناثرة منذ زمن قصة قديمة، وقال أصحاب الفقه أنها خطأ وفتنة، فلماذا وبعد تطور العلم ونشر الفقه والإسلام والإيمان في كل بقاع العالم نعود إلي هذه الكارثة؟؟، والأخطر من ذلك طُلاب الجامعات ينشرون هذه الأوراق مستندين على بعض التفاهات المذكورة، ومنها أن الرسالة وصلت لثلاث أشخاص فالأول تعامل معها بأن أعطاها للسكرتيرة تنسخها وتطبعها وتوزعها ل 25 شخص وبعد أيام فتحت له أبواب الرزق، والثاني حفظها في درج مكتبه وفصل من عمله بعد أيام فتذكرها وعاود لنشرها فحصل على عمل أفضل ورتبة أعلي، والثالث استهزأ بها ورماها وقال ليس لها معني وتوفي بعد أيام.
هذه معلومات ذُكرت بالورقة المنشورة، نحنُ لسنا مع من يستهزأ بكلمات ذكرت عن الرسول، ولكن هنا نقف وقفة أمام قضية ورقة يتم توزيعها ونشرها، والقول أمانة بعنقك فهذه أصعب اللحظات والإفتاء بسعادة الأشخاص وأقدارهم، فالسعادة والقدر مكتوبٌ لنا منذ ظهورنا بأرحام أمهاتنا نطفة من ثم مضغة ومن ثم علقة..
فيا معشر الإسلام ارحمونا من أوراقكم الباهتة والمُبالغ فيها، وافعلوا ما يرضي ديننا ورسولنا وخالقنا الكريم، وحِدوا من هذه القضية، وكفاكم تلاعباً بأنفس الضعفاء، أبكل هذه السذاجة  وصلت بنا الدناءة لأن نستخدم رسولنا بأسلوب كهذا؟؟، حلوها يا أصحاب الفقه...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
من لم يكن طعامه من فأسه .... لم يكن قراره من رأسه © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top