مسامرات النت الليلية

بقلم/ فداء محمد عبد الجواد
انترنتْ.. وحديثٌ مُنمقْ .. شخصياتٌ مثيرةٌ بين الحقيقةٍ والسرابْ .. واقعٌ تعشقه الفتاة وتتسامرُ فيِه بالليالي مع شخصيةٍ ضمن علاقة وهمية، يدّعي الحبْ .. .
رغباتٌ مكبوتةٌ داخلَ الفتاة، ترسمُ خلالِها فارسَ أحلامِها في خيالِها، فيتصور في منظورِها الخاص بالحبيبِ الولهانِ المُتمنى داخلها، فبعدَ مُسامراتِ الليالي والأحاديثِ الجميلة والرغباتِ الحميمة بقبولِها الزواجِ منه بعد عرضه لها بالزواج منها، فما هو إلا ذئبٌ بشريٌ، افترس تلك الفتاةُ جميلةُ الأخلاقْ رفيعةُ المقامْ، بمُقابلاتٍ توددية تحولت إلى مُقابلاتٍ حميمة.
 من هنا يبدأ استغلالٌ لعاطفةِ الفتاة وحبِها الشديدْ، فبدايتها لمسةِ حنان ونهايتها لمسةِ آلام.. فهذه هي (المسامرات الانترنتية).. وهذا هو الإغواء الالكتروني .
(م.أ) فتاةٌ مليئةٌ بالأحلامِ، قتلتها الأوهامِ، بكلامِ مُحالْ، بدأت قصتها بالحوار وأخذت منحنيات حياتها في حبِ ملاك (…) ليخدعها ليلَ نهارْ، فارسٌ مُحتال استغلها عبر الانترنت، وأحبته كثيراً وتسامروا على الدوام بأحاديثِ الحب الوهمية، فهو حبيبٌ يخدعُ دائماً بقصصِه الفارغة، ويؤكد لها دائماً أنه سيتزوجها، ويوهمها بأنها زوجته وهي ملكه ويحق لهما فعلَ ما يشاءا لتقع ضحيته، فكانت القضية مجرد كلماتٌ تشيرُ إلى أنه خدعها في رغبتِه بالزواجِ منها، فأصبحت ضحية تسلية لشابٍ  وكأنة "مُعاق فكرياً".. .
هذه الحالة ليست الوحيدة من القصص ولن تكون الأخيرة في عصر الانترنت والافتراس الشبابي. دائماً تكون هذه المشاكل المستمرة والتي ممكن أن تكون بسبب حرية الأهالي والثقة المتأرجحة بين الأبناء والأهالي بتلاشي كافة القضايا فيما بينهم.
فالحرية التي تسمح للشباب الاستمرار بفعلتهم هذه، لا يعلمون أنه ربما كانت أخواتِهم وبناتِهم في نفس المصيبة.
فلو تم التفكير عميقاً، بعدم التلاعب في العواطف كـ (المرجوحة)، والشعور بالجنس الضعيف عاطفياًً ، والتيقن بأن "من الحب ما قتل"، فسيبقي المجتمع دائماً بأمان.. .
فأين العين الرقيبة على أبنائنا وبناتنا؟؟ ولماذا لا تكون العائلة الرقيب على سير حياتهم؟؟

fedaa.m.freepress@hotmail.com

1 التعليقات:

  1. مقال في غاية الروعة ... يلامس واقع يعيشه فئة الشباب بشقيهم الذكور والإناث في مجتمعنا ... فأصحاب النفوس المريضة بدأو يتفننون بإختراع أساليب الكذب والخيانة ... لإسقاط الورود البيضاء ...فحقا يجدر علينا القيام بحملة توعية كاملة وشاملة لفئة الشباب من هكذا أمور ... فهذا شيئ لا يمكن السكوت عليه ... فرسالتي لتلك الفتاة ... لا تصدقي أياً كان على الإنترنت فجميعهم ذئاب مفترسة يريدون نهش عفافك وطهارتك لأجل شهوة بداخلهم... فهم حقا أصحاب نفوس مريضة ولا يعلمون بأن عجلة الزمان تدور ... فاليوم يخدع زهرة بيضاء عفيفة طاهرة ولكن غدا كمان تدين تدان فسيأتي شخصا ما ينهش إبنته أخته زوجته ... ليعلم بأن الله يمهل ولا يهمل ... فنصيحتي لك يا صاحب النفس المريضة ضع مخافة الله بين عينيك وتذكر بأن لك زهرات بيضاء تريد المحافظة عليهن ... ونصيحتي لكن يا الزهرات البيضاء تذكري بأنه يجب عليكي أن لا تصدقي أيا كان على النت ... ورسالتي لتلك العائلات فقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ... كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ... فحافظو على بناتكم أبنائكم من الإنحراف والإنجرار وراء الرذيلة والشهوات ...

    عزيزتي الصحفية فداء ... مقالك أكثر من رائع ويعالج مشكلة خطيرة جدا إنتشرت وبشدة في مجتمعنا الفلسطيني ... أتمنى لك دوام التقدم والنجاح في حياتك الإعلامية ... كل الود والإحترام لكِ

    ردحذف

 
من لم يكن طعامه من فأسه .... لم يكن قراره من رأسه © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top