اللغة العبرية وأساليب تدريسها ...
"اعرف لغة عدوك لتقدر تحاربه"
تقرير: أ. فداء محمد عبد الجواد
لغة عبرية .. ولغة عربية.. شتان بين اللغتين.. وفرق واضح كعين الشمس بين حرفين تم استقدام الأول على الآخر.. إحداهما لغة العدو والأخرى لغة أصيلة.. فهناك قاعدة أساسية تقول "اعرف لغة عدوك لتقدر على محاربته".. من هنا جاء مبدأ تدريس اللغة العبرية.. .
لغة عبرية .. ولغة عربية.. شتان بين اللغتين.. وفرق واضح كعين الشمس بين حرفين تم استقدام الأول على الآخر.. إحداهما لغة العدو والأخرى لغة أصيلة.. فهناك قاعدة أساسية تقول "اعرف لغة عدوك لتقدر على محاربته".. من هنا جاء مبدأ تدريس اللغة العبرية.. .
تأتي الفكرة أفضل من إلا تأتي..
تعتبر اللغة العبرية من اللغات الأجنبية مثلها مثل اللغات الأخرى، فكثيراً تُدرس اللغات الأجنبية في العديد من البلدان العربية،فهذا أيضاً حال فلسطين، فهي تُدرس اللغة الانجليزية كلغة أساسية وهناك لغتان أجنبيتان اختيارية هما اللغة الفرنسية واللغة العبرية حديثاً.. .
وبصدد اقتراح فكرة تدريس اللغة العبرية في المدارس الحكومية كمادة اختيارية بداية العام الدراسي القادم، كان لنا لقاء مع د.
زياد ثابت وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم –قطاع غزة-، فقال: "فكرة تدريس اللغة العبرية هي ليست جديدة وإنما مستحدثة استحداثاً، فمنذ مدة طويلة ونحن ندرس اللغة العبرية في مركز تعليمي تابع للوزارة مقره غزة وهناك مقر فرعي في خان يونس، ومفتوح لمن يرغب في تعلم اللغة من داخل موظفي الوزارة وخارجها من موظفي المؤسسات الحكومية والأهلية، وأيضاً الطلبة.. فهناك مدرسين ذات كفاءة ومناهج تدريسية جيدة".. .
وأضاف د. ثابت أنهم حريصون على تدريس اللغة العبرية في المدارس، وأنه تسهيلاً على الطلبة تم نقل المراكز التعليمية إلى المدارس، من باب الحرص على الطلبة لأنه يكلفهم وقت وجهد لذهابهم إلى المراكز،فجاءت الفكرة أن ننقل المراكز إلى المدارس.. " فتأتي الفكرة خيراً من إلا تأتي" .. .
أسباب تدريس اللغة العبرية..
وأشار د. ثابت إلى أن الوزارة ترتأى لتدريس اللغة العبرية، لأنه أصبح في تناقص في اللغة العبرية بين أبناء الشعب الفلسطيني،
فهناك منهم من كان يتعامل معها فهماً ولغة، ومنهم من كان يتقنها كتابةً، من خلال عمال ال48.. .
وبين أنه أصبح هناك تناقص ملحوظ في اللغة العبرية لدينا، ويؤثر على المجتمع الفلسطيني كثيراً لعدم فهمه للغة العدو، والتعامل مع الإعلام الإسرائيلي، كذلك فهناك الكثير من البضائع الغذائية والصناعية الإسرائيلية تأتينا من عندهم، وفي الوقت ذاته نحن الآن في فترة لتهويد المدن الفلسطينية وتغيير أسمائها إلى أسماء يهودية، فيجب أن تكون لدينا المعرفة في اللغة العبرية لكيفية التعامل مع العدو.. .
كيفية تدريس اللغة العبرية في المدارس..
وبخصوص التعليم في فلسطين، يجيز القانون الفلسطيني لوزارة التربية والتعليم بتدريس اللغات الأجنبية كمواد اختيارية، فتدرس
اللغة الانجليزية إجبارياً لأنها لغة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها أينما كان.. .
أما المواد الاختيارية فوضح د. ثابت أنه لديهم الخيار في اختيار اللغة الأجنبية الأخرى، فتدرس منذ فترة طويلة اللغة الفرنسية
كمادة اختيارية في المدارس الحكومية، والآن تم استقطاب اللغة العبرية، وفي الأصل هناك مادة اختيارية ثالثة ليست أجنبية وهي مادة الصحة والبيئة، وقال أنه يحق للطالب اختيار المادة التي يرغب في دراستها.. .
وفي نفس السياق، قال د. ثابت أن إتاحة الإمكانية لتدريس الفصل التاسع والعاشر هو وجود حصتين أسبوعياً للمادة الاختيارية والجدول المدرسي المعد لهذا، فمن خلاله يجيز لنا وضع ثلاث مواد اختيارية وما على الطالب إلا أن يختار حسب رغبته، واختيارنا لهذين الفصلين أيضاً لأن الطالب يكون في
عمر زمني يستوعب أي لغة جديدة مختلفة عن لغته.. .
وأكد د. ثابت على أنه تم تهيئة طاقم تدريس اللغة العبرية، من حيث الخبرة وكيفية تدريس المادة للطالب.. .
أما على صعيد المناهج التدريسية فهم يقوموا على إعداد المنهج التدريسي بما يتناسب العمر الزمني للطالب وقدراته على الفهم
والاستيعاب.. .
إحصاءات ودراسات في طور الإجراء..
ليس من السهل إرسال أو استقبال قرار رسمي، لكن إن كان على محور الدراسة للاتجاه العام لمعرفة ما إن كان مقبول أم مرفوض؟؟ فيتم هذا من خلال إحصاءات ودراسات لمدي قبول أو رفض الفكرة من أصحاب الرأي المهم.. .
وخلال هذه المرحلة تقوم الوزارة بتهيئة الميدان العام لمعرفة مدي القبول والرفض، ونوعاً ما وجد قبول لهذه الفكرة من قبل الأهالي
والطلاب، ويعتقدون أنه سيتم تسجيل طلبة كثيرون، فستكون التجربة الأولي مع اختيار مدارس معينة يتم تطبيق التجربة فيها.. .
لذلك قامت وزارة التربية والتعليم برصد لإحصائية داخل المدارس لعدد الطلبة الذين سيختارون اللغة العبرية كمادة اختيارية.. وعدد الشعب التي ستدرس فيها المادة.. وعدد المدرسين القائمين على تدريس المادة.. .
وأخيراً.. هل هي غزو ثقافي كما يعتقد البعض؟؟
يري البعض أن تعلم اللغة العبرية غزو ثقافي على مجتمعنا الفلسطيني، ولكن على خلافهم فيري الكثيرون أنه من الأفضل لنا معرفة لغة أعداءنا، وأنه في غاية الأهمية لمعرفة ما يدور في الجانب الإسرائيلي من فجوات مغطاة بلفافاتٍ من حرير.. .
وبالنهاية دراسة اللغة العبرية ما هي إلا اختيارية، فعلى الطالب أن يمتع نفسه بالثقة وبالرغبة، وهناك برنامج توعية لكيفية اختيار المواد، ويرسل مع الطالب نموذج ليتم الاختيار بمعرفة الأهالي وإقرار من ولي الأمر بالموافقة أو الرفض.. .
0 التعليقات:
إرسال تعليق